التطرف ظاهرة عالمية

تسكن كل المجتمعات البشرية والنفوس البشرية..و آفة التمايز القاتل ( انا خير منه) ومنها فكرة الاستثناء والخصوصية والتي يدعي صاحبها لنفسه حقوقاً لا يراها لغيره وعلى ذلك فالسلوك العنصري في العالم يدور حول فكرة الخصوصية والاستثناء.
وحين تتعقد مسائل الحياة من الظلم والقهر والاضطهاد والفقر والجهل والمرض فتسويق الافكار المتطرفة يصبح اسهل بكثير من الافكار العاقلة…
نحن في المنطقة جزء من هذه الظاهرة العالمية والقهر والاحباط منتشر وشبابنا عرضة لتلك الموجات اكثر من غيرهم ومع تصاعد افكار اليمين المتطرف في العالم شرقا وغربا سيقابله يمين متطرف عندنا والارض ممهدة لذلك
فموجات العنف في المنطقة لن تنتهي وما مضى من ” الدعشنة” والتفسير الحاد لافكار سيد فطب عليه رحمة الله في التكفير والحرب المفتوحة على العالمين ارضيتها اليوم ممهدة وستتصاعد مثل هذه الافكار وستجد من يوجهها لتدمير العالم الاسلامي ذاتياً ما لم يتم الانتباه لها..
ولا تفتقد المنطقة الكتابات التي فككت الاسس الفكرية لهذه الظواهر ولكنها غُيبت وبالتالي فهناك افضلية لمن سيعمل في هذا الفضاء لدرء هذا الخطر القادم لانه لن يبدأ من الصفر …
ملايين من الشباب أرضيتهم الفكرية ونفسياتهم مهيأة لخطاب التكفير وعندهم قابلية عالية لاشتعال الفتيل.
رحم الله الامام ابو الحسن الندوي في كتابه (التفسير السياسي للاسلام) والذي رد فيه على افكار المودودي وقطب رحمهم الله ومما قاله انه لو انتشرت هده الافكار فلن نستطيع ان نستعيد اسلام الرسالة مرة اخرى وطالب المودودي بالتراجع عنها…
في موجة العنف مع داعش قُتل اكثر من نصف مليون شاب ودمرت مقدرات سوريا والعراق وغيرها ولا زال التهديد قائما…
ان توجيه طاقة الشباب للفاعلية الحضارية مهمة المنابر اليوم وهي مهمة شاقة لانها تصدم بفكرة الغضب وفكرة الاستعجال التي تتسم بها شريحة الشباب..
الخلاصة: التكفير والعنف قادم وتوقعه ليس ضرب من الخيال…والاستعداد للموجة التي بدأت لا القادمة من اهم الواجبات في المرحلة لانها اداة التدمير الداخلي…
 



